الخميس، 5 يناير 2012

سلسلة قصص واقعية من المجتمع العماني، الجزء الثاني

سلسلة قصص واقعية من المجتمع العماني.


سلسلة من القصص الواقعية من مجتمعنا المعاصر، حرصت على أن أسردها كما وردت من أصحابها أو من يقربون لهم بشكل مباشر كوني تعبت من كثرة القصص المحرفة التي تصلنا بعد أن تم تحريفها مئات المرات وصارت أشبه بقصص الخيال.


القصة الثانية: خيانة زوجية...على سنة الله ورسوله!

 تعيش صاحبة هذه القصة حياة طبيعية مثل كثيرات غيرها، تعمل معلمة في إحدى مدارس محافظة الظاهرة، متزوجة منذ سبع سنوات ولها ثلاثة أبناء، زوجها يعمل في العاصمة مسقط ويلتقيان أيام الإجازات الرسمية ونهاية كل أسبوع مثل كثير من العمانيين الذين اعتادوا على هذا الوضع.

في يوم من الأيام، كانت مع زوجها في السيارة  وقد توقفا في محطة للتزود بالوقود، أعطاها محفظته لكي تدفع ثمن البنزين بينما ذهب هو لشراء بعض الحاجيات، تفاجأت الزوجة عندما رأت بطاقة شخصية لامرأة غريبة  في محفظته، قالت في نفسها  لعل امرأة أعطته بطاقتها كي ينهي لها بعض المعاملات، وعندما عاد سألته بهدوء عن بطاقة تلك المرأة وعن المعاملة التي تريد إنجازها، سكت الزوج قليلا ثم قال: لا، لم تعطني بطاقتها كي أنجز لها بعض المعاملات، إنها... زوجتي.

لم تصدق الزوجة نفسها، هل هي مزحة؟ ولم يقولها بهذه البساطة؟
اتضح مع مرور الوقت أنه جاد وأنه بالفعل متزوج من غيرها ومنذ متى؟ منذ خمس سنوات كاملة! أي بعد سنتين من زواجه بها، وطوال هذه الخمس سنوات كان متزوجا بالسر، لا بل إنه له ولدان من زوجته "السرية" التي يعيش معها في مسقط خمسة أيام أسبوعيا بينما يعيش مع هذه المسكينة يومين في الأسبوع!

لم ترض المرأة بهذا الوضع أبدا، أي وقاحة هي هذه؟ يتزوج بالسر، ويكون له أولاد دون أن تعرف هي أو حتى أقاربه هو عنهم؟ قالت له وبكل وضوح، لن نستمر أنا وهي معا، إما أنا وإما هي، فكان الرد منه، أنت طالق، وسأبقى معها هي، وطلق هذه المسكينة بكل بساطة تاركا إياها وأولادها.

لن أقوم بالتعليق هنا على موقفها وإن كان صحيحا أم لا، لكن لا أعتقد أن اثنان يجب أن يختلفا على أن ما قام به بزواجه السري خطأ بل وخطأ كبير سيدفع ثمنه ما بقي من عمره، فكيف له أن يقابل أبناءه الثلاثة بعد أن تخلى عنهم وعن والدتهم لأنه فضل غيرهم؟ وكيف له أن يسامح نفسه بعد أن طلق زوجته وتركها هي وأبنائها تقاسي الحياة دون رب أسرة يرعاهم إلى أمد غير معلوم؟

عندما سمعت بالقصة، تفاجأت من ردود أفعال بعض الناس، كانوا يقولون بأن من حقه أن يتزوج غيرها وهذا حق شرعي في الإسلام! حق؟ وأي حق؟ أن يتزوج سرا هكذا دون حتى أن يخبر أعز الناس إليه؟ لست مفتيا ولن أفتي بجواز ذلك أو لا، ولكن شخصا كهذا لا يعرف قيمة الحياة الزوجية ولا يستحق أن يكون أبا حتى،  والسنين ستوضح له كم كان مخطئا عندما يكبر أبناءه الثلاثة من زوجته السابقة ويكرهونه أشد الكره عندما يعلمون كيف (باعهم) برخص التراب فقط لأنه فضل زوجته الثانية وأولادها عليهم وعلى والدتهم.

من الواضح جدا حاجة هذا المجتمع إلى الكثير والكثير من النقاشات والدراسات حول تعدد الزوجات وما يتعلق بها من مواضيع، وقصص كهذه أصبحت أمرا شبه عادي، خاصة مع تحسن الظروف المعيشية لبعض الأزواج الذين يرون في ذلك فرصة للزواج مرة أخرى دون التفكير في قدرته على ذلك أو سلبياته على حياته مع زوجته الأولى إن لم تكن قد رضت عن ذلك أو إن لم تكن قد علمت بالأمر أصلا! لست من المعارضين لتعدد الزوجات، بل على العكس أنا أرحب به خاصة إذا كان سبيل حصول أرملة أو مطلقة أو من فاتها القطار و تقدمت قليلا في العمر على أزواج صالحين يهتمون بهن وبأولادهن إن كان لديهن.




هناك تعليق واحد:

  1. كيف اتواصل معك ابغاك بس تقراء ما كتبت واذا عجبك تواصل معي لأنها حقيقة

    ردحذف